مقالات

في هذا المقال تجد الإجابة…

عرّفت منظمة الصحة العالمية مفهوم صحة وسلامة الغذاء بأنها: “جميع الظروف والمعايير الضرورية خلال عمليات إنتاج وتصنيع وتوزيع وإعداد وتحضير وتناول الغذاء، اللازمة لضمان أن يكون الغذاء آمنًا، ومعلوم المصدر، وصحيًا، وملائمًا للاستهلاك الآدمي”. وتتمثل صحة وسلامة الغذاء باتباع إجراءات صحية أثناء عملية تجهيز الغذاء بما يضمن عدم التعرض لأي ضرر صحي عند تناول الغذاء. ويجب أن يبدأ الاهتمام بدورة حياة إنتاج الأغذية من الزراعة إلى تغليف المنتجات الجاهزة وتسليمها إلى المستهلك.

تتطلب السيطرة على صحة وسلامة الغذاء معرفة بكل ما يُعرض سلامة الأغذية للخطر. وتتأثر صحة وسلامة الغذاء سلبًا في حال حدوث تلوث في أي مرحلة من مراحل دورة إنتاج الأغذية. قد تكون هذه الملوثات ناجمة عن مخاطر بيولوجية وكيميائية وفيزيائية واشعاعية. وبدون الإدارة السليمة لصحة وسلامة الغذاء ومراقبته، يمكن أن تحدث مشاكل عديدة مثل الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية والإصابات المتعلقة بها.

قدّرت البيانات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أن ما لا يقل عن 600 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يصابون بالأمراض المنقولة عن طريق الأغذية بعد استهلاك الأغذية غير الصحية. من هؤلاء الناس، على الأقل 420 ألف يموتون كل عام.

ويمكن أن يتأثر التقدم الاقتصادي بفقدان الإنتاجية والنفقات الطبية نتيجة عبء الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء. وقد تكون عواقب عدم الامتثال لمعايير صحة وسلامة الغذاء نتائج فادحة بالنسبة لأصحاب الأعمال التجارية الغذائية والمستهلكين على حد سواء. فبالإضافة إلى أنها مكلفة للغاية بالنسبة أصحاب الأعمال التجارية الغذائية التي تقوم بتصنيع المنتجات المختلفة، وإدارة عمليات إنتاج الغذاء، فإن عدم صحة وسلامة الغذاء في مجال التصنيع ينطوي على تكلفة بشرية كبيرة ويتسبب في أضرار صحية فادحة.

كل شخص يعمل في مجال إنتاج الأغذية هو مسؤول وله دور هام في الحفاظ على صحة وسلامة الغذاء. سواء كنت مورد طعام، صاحب أعمال تجارية غذائية، مالك مصنع، أو مستهلك، فلديك دور كبير في سلامة الغذاء. فإذا كنت صاحب أعمال تجارية غذائية، يمكنك المساهمة في صحة وسلامة الغذاء من خلال الامتثال لكافة معايير الصحة أثناء عملية تجهيز الغذاء بما يضمن عدم التعرض لأي ضرر صحي عند تناول الغذاء. وإذا كنت مستهلك، يمكنك المشاركة في الحفاظ على صحة وسلامة الغذاء من خلال اتباع الطرق الصحيحة في تناول أو تخزين أو تجهيز الغذاء، أو من خلال نشر الوعي بمبادئ صحة وسلامة الغذاء؛ ليبدأ الآخرون بدورهم باتخاذ الإجراءات التي يمكن أن تنقذهم من أي ضرر قد ينتج عن تناول الغذاء الملوث. كما يُمكن للمستهلكين تحقيق صحة وسلامة الغذاء من خلال طلبهم للمنتجات العالية الجودة والآمنة وتقدمهم بالشكوى للجهات المختصة في حال مواجهة أي مشاكل تتعلق بصحة وسلامة الغذاء .

الدكتور زايد الزايدي

التاريخ : June-07-2022